إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
كل ما له مكان وجهة فهو حجم مخلوق، الله لا جهة له ولا مكان، حبة الخردلة لها مساحة لها كمية والعرش له كمية ولو كان شىء أعظم من هذا العرش بملايين المرات فهو يقال له كمية يقال محدود عند علماء التوحيد المحدود كل شىء له حجم إن كان صغيرًا وإن كان كبيرًا مهما كان كبيرًا، فالله لا يجوز عليه أن يكون له كمية كل شىء له كمية يحتاج إلى من جعله عليها لأن الشىء لا يخلق نفسه، الإنسان منا ما خلق نفسه على هذه المساحة على هذه الكمية والعرش ما خلق نفسه على هذه الكمية لذلك يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي في كتابه العقيدة الطحاوية (لا تدركه الأوهام) معناه مهما أردت أن تتصور الله لا تستطيع لأنه ليس شيئًا له حجم كمية، الشىء الذي له كمية تتصوره ثم تخطىء ببعض الصفات وتصيبه في بعض الصفات أما الموجود الذي لا كمية له لا تستطيع.
الوهابية وغيرهم من المجسمة الذين قبلهم يريدون أن يتصوروا الله تعالى فيشبهونه بخلقه، يوجد في المخلوقات من لا يمكن تصوره في المخلوق يوجد شىء لا يمكن تصوره؟
قال السائل: نعم الأجسام اللطيفة.
الجواب: النور تتصوره، النور والظلام كذلك تتصوره يوجد شىء ءاخر لا يمكن أن تتصوره، من المخلوق يوجد شىء لا تتصوره.
قال السائل: النور والظلام.
الجواب: هكذا النور والظلام قبل أن يخلق تستطيع أن تتصور؟
قال السائل: لا.
الجواب: النور وحده تتصوره والظلام وحده تتصوره أما وقتا لم يكن فيه نور ولا ظلام تستطيع أن تتصور؟
قال السائل: لا.
الجواب: والله تعالى أولى بأن لا يتصور إذا كان في المخلوق لا يُتصور فكيف الخالق ومع ذلك نؤمن بذلك لأن في المخلوق ما لا يمكن تصوره فهو الوقت الذي لا يكن فيه نور ولا ظلام، الفهم أصل المعرفة هو أصل الدين.
هؤلاء ما عرفوا الله الوهابية واشباههم ما عرفوا يريدون أن يجعلوه صورًا فمنهم من يعتقد انه كهيئة ملك قاعد على المنصة وحوله موكب يشع منه النور الوهابية هكذا، اذكر لهم هذا.