إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
لا يجوز تأخير الإسلام لأجل الغُسل ولو لحظة
مما يجب التحذير منه قول بعض الناس في مؤلفاتهم من أن الكافر إذا أراد أن يسلم يغتسل ثم يتشهد، وهذا باطل بل الواجب عليه أن يتشهد الشهادتين ثم يغتسل إن كان أجنب في حال كفره وجوبًا وندبًا إن كان لم يجنب، ولا يجوز تأخير الإسلام لأجل الغسل ولو لحظة، ولا يجوز أن يقال له اذهب فاغتسل ثم نلقنك الشهادة.
قال الفقهاء (من أشار لمن يريد الدخول في الإسلام وعرض عليه أن يلقنه الشهادة انتظر إلى وقت كفر) وكثير ممن يدعون الإرشاد إلى الدين يؤخرون من طلب منهم الدخول في الإسلام من أن يدخل فيه بقولهم فكر مدة ثم تُسلم، وقد حصل هذا من بعض ممن ينتسب إلى فئة تدعي العلم وهذا دليل على شدة الجهل لأنهم لا يتعلمون الفقه حيث أن زعيمهم قال والعياذ بالله (الاشتغال بالفقه في هذا الزمان مضيعة للعمر) يريد أن يتركوا التعلم ويصرفوا أوقاتهم في قتل الناس واغتيالهم.
ملاحظة مهمة:
من جاء يريد الدخول في الإسلام قائلا لقني كيف أدخل في الإسلام، يقال له فورا قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، باللغة التي يفهمها، ولا يجوز تأخيره، ولا يجوز أن يقال له اغتسل ثم ارجع، أو اذهب فكر ثم ارجع، أو اقرأ هذا الكتاب ثم ارجع، نلقنك، ففي كفاية الأخيار لتقي الدين الحصني (ولو قال شخص لخطيب أو واعظ أريد الإسلام فلقني كلمة الشهادة فقال اقعد حتى أفرغ وألقنك كفر في الحال). اهـ