إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت في الصحيحين أن رسول الله قال : قال الله تعالى “من عاد لي وليًا فقد ءاذنته بالحرب”. وقال صلّى الله عليه وسلّم “لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد احدهم ولا نصفيه” مخرج في الصحيحين.ا
وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم “الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي ,فمن أحبهم فبحبي احبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن ءاذاهم فقد ءاذاني، ومن ءاذاني فقد ءاذى الله، ومن ءاذى الله أوشك ان يأخذه” أخرجه الترمذي.ا
ففي هذا الحديث وامثاله بيان حالة من جعلهم غرضًا بعد رسول الله وسبهم وافترى عليهم وعابهم وكفرهم واجترأ عليهم . قال أيوب السختياني رضي الله عنه”من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن احب عثمان فقد استنار بنور الله ,من احب عليًا فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن قال الخير في أصحاب رسول الله فقد برىء من النفاق”.ا
كما جاء في الحديث الصحيح “حب الأنصار من الإيمان وبغضهم من النفاق” وما ذاك الا لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء الله بين يدي النبيّ وكذلك حب علي رضي الله عنه من الإيمان وبغضه من النفاق، وإنما يعرف فضائل الصحابة من تدبر احوالهم وسيرهم وءاثارهم في حياة رسول الله وبعد موته من نشر الدين وإظهار شعائر الاسلام وإعلاء كلمة الله ورسوله، وتعليم فرائضه وسننه، ولولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل ولا فرع، ولا علمنا من الفرائض والسنن سنة ولا فرضًا ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئًا.
فمن طعن فيهم او سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين لان الطعن لا يكون الا عن اعتقاد مساويهم وإضمار الحقد فيهم وانكار ما ذكره الله تعالى في كتابع من ثنائه عليهم.ا قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “إن الله اختارني واختار لي أصحابي، فجعل لي منهم وزراء وانصار واصهارًا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً”. رواه الطبراني.