إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

الجواب :
 قال الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(سورة القيامة) وقال تعالى عن الكفار: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}(سورة المطففين) وقال الله تعالى: {ليس كمثله شىء وهو السميع البصير}(سورة الشورى).
 
واعلم أخي المسلم أنّ الرؤية لله تعالى في الجنة تكون بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة ولا مسافة قرب أو بعد ولا كيفية ولا حجم ولا لون، ولا يكون عليهم في هذه الرؤية اشتباه ولا أدنى شك هل الذي رأوه هو الله أو غيره كما لا يشك مبصر القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب أن الذي رآه هو القمر ففي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته” (رواه مسلم).
 
قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (المتوفى سنة 150 هـ) أحد مشاهير علماء السلف إمام المذهب الحنفي ما نصه : ” والله تعالى يُرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة ” اهـ. [ ذكره في الفقه الاكبر، انظر شرح الفقه الاكبر لملا علي القاري (ص/ 136- 137) ].
 
وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه “الوصية” :” ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة حق ” اهـ.
 
وفي كتاب “توضيح العقيدة “وهو مقرر السنة الرابعة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية بمصر، ما نصه: “فنراه تعالى منـزَّهاً عن الجهة والمقابلة وسائر التكيفات، كما أنّا نؤمن ونعتقد انه تعالى ليس في جهة ولا مقابلاً وليس جسما “اهـ
 
وفي كتاب “العقيدة الإسلامية”الذي يدرّس في دولة الإمارات العربية ما نصه : “وأنه تعالى لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تقدس عن أن يحويه مكان، كما تنـزه عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان” ا.هـ.
 
 وفيه أيضا ما نصه : “وإن عقيدة النجاة المنقذة من أوحال الشرك وضلالات الفرق الزائفة هي اعتقاد رؤيته تعالى في الاخرة للمؤمنين بلا كيف ولا تحديد ولا جهة ولا انحصار” ا.هـ.