إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

فائدة
 
معنى الأعلى والعَلِيّ في حق الله سبحانه وتعالى :
 
قال الإمام اللغوي أبو القاسم الزَّجَاجِيُّ في [كتابه اشتقاق أسماء الله] : ” العلاءُ: أي الرِّفعةُ والسَّناءُ والجَلالُ”.
 
وقال : “والعَلِيُّ والعَالي أيضًا بمعنى القاهر والغالب للأشياء، وليس معنى الأعلى نسبة علو المكان لله” اهـ.
 
وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: ” الله عز وجل هو العَلِيُّ الأعلى المتعالي ذو العَلاءِ والعُلوِّ، فأما العلاءُ: فالرفعةُ، والعُلوِّ: العَظَمَة” اهـ.
 
قالَ الحافظُ ابنُ حجرٍ في الفتح : ” وقد تقرر أنَّ اللهَ ليسَ بجسمٍ فلا يحتاجُ إلى مكانٍ يستقِرُّ فيه فقد كانَ ولا مكان”.
 
وفي التنزيلِ قولُهُ تعالى: {سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} قال ابنُ الجوزيِّ: قال الجمهور معناه: قُلْ سُبحانَ رَبِّيَ الأَعْلَى، وقالَ بعضهم: نَزِّهْ رَبَّكَ عَمَّا لا يَلِيقُ بِهِ.