إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
ما معنى “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن”؟
معناها أنّ كلّ ما شاء الله في الأزل أن يكون كانَ وما لم يشأ الله في الأزل أن يكونَ لا يكونُ ولا تتغيَّر مشيئته لأنّ تغيُّرَ المشيئَةِ دليلُ الحُدوثِ والحدوثُ مستحيلٌ على الله فهو على حسب مشيئتِهِ الأزليّة يُغَيِّرُ المخلوقاتِ مِن غيرِ أن تَتَغَيَّرَ مشيئَتُهُ.
التغيُّر أكبر علاماتِ الحدوثِ لأن المُتَغَيِّرَ لا بُدَّ لَهُ من مُغَيِّرٍ غَيَّرَهُ لذلك يَستحيلُ أن يَتَّصِفَ الله بالتَغَيُّرِ.
قال الله تعالى: “يا مُحَمَّد إني إذا قَضَيتُ قَضاءً فإنَّهُ لا يُرَدُّ.” رواه مسلم