إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
ممن نقل الإجماع على أن الرجوع إلى الإسلامِ يكون بالشهادتين الحافظ المجتهد محمد بن إبراهيم بن المنذر المتوفى 318 هـ في كتابه الإجماع طبع دار الجنان الطبعة الأولى (1406 – 144) والحافظ المجتهد أبو الحسن علي بن القطان الفاسي المتوفى 628 هـ في كتابه الإقناع في مسائل الإجماع طبع دار القلم دمشق (1927 – 4).
قال الحافظ المجتهد أبو الحسن علي بن القطان في الإقناع في مسائل الإجماع (ذكر صفة كمال الإيمان) وأجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على أن الكافر إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأن كل ما جاء به محمد حق، وأتبرأ من كل دين خالف الإسلام. وهو بالغ صحيح العقل أنه مسلم، فإن رجع بعد ذلك فأظهر الكفر كان مرتدًا.
وَفي شَرْح صَحِيح مُسْلِمِ لِلقَاضِى عِيَاض المُسَمَّى إِكمَالُ المُعْلِمِ بفَوَائِدِ مُسْلِم (باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا) (ومذهب أهل السنة أن المعرفةَ مُرْتَبطةٌ بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجى من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر عليها من آفة بلسانه أو لم تمهله المدةُ لقولها حتى اختُرِم) وقال رحمه الله تعالى (فنُقرّر أولاً أن مذهب أهل السنة بأجمعهم من السلف الصالح وأهل الحديث والفقهاء والمتكلمين على مذهبهم من الأشعريين أن أهل الذنوب فى مشيئة الله تعالى وأن كل من مات على الإيمان وشهد مخلصاً من قلبه بالشهادتين فإنه يدخل الجنة، فإن كان تائباً أو سليماً من المعاصى والتبعات دخل الجنة برحمة ربه وحُرّم على النار بالجملة).
فائدة:
الشّخصُ الذي وقعَ في الكُفرِ كأنْ شَتَمَ اللهَ أو أحدَ الأنبياءِ أو الإسلامَ أو القرءانَ أو شكّ في وجودِ اللهِ أو اعتقدَ أنّ اللهَ جِسمٌ أو ضوءٌ أو روحٌ أو أنّه يسكُنُ الأماكن ، إنّما يكون رجُوعُه إلى الإسلامِ بالإِقلاعِ عَمّا وَقَعَ بهِ من الكفر وبالنُّطْقِ بالشَّهادتَيْن.