إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الاستِوَاءُ يُذكَرُ وَيُرَادُ بِهِ الاستقرَارُ لَكِن هَذَا في حَقِّ المخلُوقِ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَن سَفِينَةِ نُوحٍ عَلَيهِ السَّلامُ: وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ أَي سَفِينَةُ نُوحٍ استَقَرَّت عَلَى جَبَلِ الجُودِيِّ في العِرَاقِ في الموصِل.
وَيُذكَرُ وَيُرَادُ بِهِ الاستِقَامَةُ التِي هِيَ ضِدُّ الاعوِجَاجِ
وَيُذكَرُ وَيُرَادُ بِهِ التَّمَامُ نَقُولُ استَوَى القَمَرُ بَدرًا أَي تَمَّ.
وَيُذكَرُ وَيُرَادُ بِهِ الارتِفَاعُ قَالَ تَعَالى: فَإِذَا استَوَيتَ أَنتَ وَمَن مَعَكَ عَلى الفُلكِ. أِي ارتَفَعتَ وَعَلوَتَ عَلَيهَا.
وَيُذكَرُ وَيُرَادُ بِهِ أَشرَفُ مَعَانِيهِ وَهُوَ القَهرُ وَالاستِيلَاءُ وَهُوَ مِمَّا يَلِيقُ بِاللهِ لأَنَّه وَصَفَ نَفسَهُ بِأَنَّهُ قَهَّار، وَالرَّسُولُ وَصَفَهُ بِالقَهَّار. فَلا يَجُوزُ أَن يُترَكَ مَا هُوَ لائِقٌ بِاللهِ إِلَى مَا هُوَ غَيرُ لائِقٍ بِاللهِ تَعَالَى وَهُوَ الجُلُوسُ وَالاستِقرَارُ.
و (ثم ) تأتي في لغة العرب تأتي للترتيب أي ترتيب الاخبار