إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
نقول عيد مبارك ورمضان مبارك وليس مبروك
يستعمل بعض العرب اليومَ كلمةَ (مَـبْـرُوك) في الـمناسبات السعيدة على معنى الدعاء بالزيادة من الـخير ولكن هذا الاشتقاق في غير مـحلّـه، فهناك فعل ثلاثي مُـجَـرَّدٌ وهو (بَرَكَ) وهناك فعل ثُلاثـيٌّ مَـزيدٌ بِـحَرفٍ وهو (بَـارَكَ) ومعناهُـما مُـخـتلِفٌ مِن حيثُ لغةُ العربِ.
يقول ابن منظور مؤلّف كتاب لسان العرب (بَرَكَ البَعِيرُ أي أَنَـاخَ فِي مَوْضِعٍ فَلَزِمَهُ وَبَارَكَ بـمعنى التَّبْـرِيكِ وهو الدُّعَاءُ للإنسان بالبَـرَكَـةِ أي طلب الزيادة من الـخَيْرِ).
فالفرق شاسع بين الـمعنيين، والقاعدة في اشتقاق اسم الـمفعول هي يُصَاغُ اِسْمُ الـمَفْعُولِ مِنَ الفِعْلِ الثُّلاَثِيِّ الـمُـجَرَّدِ عَلَى وَزْنِ (مَفْعُولٍ) وَمِنْ غَيْرِ الثُّلاَثِيِّ عَلَى وَزْنِ مُضَارِعِهِ مَعَ إبْدَالِ حَرْفِ الـمُضَارَعَةِ مِيمًا مَضْمُومَةً وَفَتْحِ مَا قَبْلَ الآخِرِ.
بَرَكَ فِعلٌ ثلُاثيٌّ مُـجَرَّدٌ يأتي اسم المفعول منه على وَزْنِ مَفْعُولٍ (مَـــــبْــــــرُوكٌ).
بَارَكَ فِعلٌ ثُلاثيٌّ مَـزِيدٌ يأتي اسم المفعول منه على وَزْنِ مُفَاعَلٍ (مُــــــبَــــــارَكٌ).
فَــلْــيُــتَـــنَـــبَّـهْ لِـهَذَا الأَمْرِ بَارَكَ الله لَكُمْ وفِيكُمْ وبِكُمْ وعَلَيْكُمْ.
ملاحظة:
وَرَدَ اِسْمُ مَفْعُولٍ مِنَ الفِعْلِ الثُّـلاَثِيِّ الـمَزِيدِ بِالـهَمْزَةِ (أفعل) عَلَى وَزْنِ مَفْعُولٍ عَلَى غَـيْـرِ قِيَاسٍ (أَبْـرَكَ مَــبْـرُوكٌ).