إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
رَوَى البُخَارِىُّ وَغَيْرُهُ بِالأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِذَا مَضَتْ سَاعَةٌ فَخَلُّوهُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ).
الْمَعنَى أَنَّهُ يَنْبَغِى مَنْعُ الصِّبْيَانِ مِنَ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَنْزِلِ أَوَّلَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ تَمْضِىَ سَاعَةٌ لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ فِى هَذِهِ السَّاعَةِ فِى الشَّوَارِعِ وَفِى أَمَاكِنَ أُخْرَى فَإِذَا صَادَفُوا الصِّغَارَ يَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا لِأَذَاهُمْ وَهُمْ عَلَى أَذَى الصِّغَارِ أَقْوَى مِنْ أَذَى الْكِبَارِ، هَذَا أَدَبٌ مِنَ الآدَابِ النَّبَوِيَّةِ.
وَمِنَ الآدَابِ النَّبَوِيَّةِ تَسْمِيَةُ اللَّهِ عِنْدَ رَدِّ الْبَابِ أَوْ إِطْبَاقِهِ أَوْ إِغْلاقِهِ.
وَمِنَ الآدَابِ النَّبَوِيَّةِ تَغْطِيَةُ الأَوَانِى وَتَسمِيَةُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ وَمَنْ لَمْ يُغَطِّهِ يَجْعَلُ أَعْلاهُ أَسْفَلَهُ.