إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
حديث (يا نساءَ المسلماتِ لا تحقِرَنَّ جَارةٌ لجَارَتها ولو فِرْسِنَ شَاةٍ) رواه أبو داود.
فِرْسِنَ شاةٍ أي ظُلفَها.
قال ابنُ الأثير في النّهاية (الفِرْسِنُ عَظْمٌ قَليلُ اللَّحْم وهو خُفُّ البَعيرِ كالحَافر للدّابة وقَد يُسْتَعار للشّاةِ فيُقال فِرْسِنَ شاةٍ والذي للشَّاةِ هو الظِّلْفُ).
قال العيني في عمدة القاري (والمرادُ منه المبالغَةُ في إهداء الشىءِ اليسيرِ لا حقيقة الفِرسِن لأنّه لم تَجْر العادةُ في المهادَاة به والمقصودُ أنها تُهدِي بحَسَب الموجود عندَها ولا يُستَحقر لقِلّته لأنّ الجُودَ بحَسَب الموجُود).
وفي هذا الحديث الحضّ على الصّدقة بكلّ ما أمكن من قليلِ الأشياءِ وكثيرِها.