إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

رَوى أبو داود في صحيحِه والتِّرمذيُّ وابن ماجه في السُّنن والحاكمُ في المستَدرك مِن حَدِيث سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم (إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا).
 
قالَ الإمامُ الهرري رَضِيَ اللهُ عنه في تعليقه على هذا الحديث الوارِد في بلوغ المرام مِن أَدِلَّةِ الأحكام للعسقلاني (حَيِيٌّ أي لا يُخَيِّبُ سائِلَهُ، يَسْتَحِي أي لا يَرُدُّ، أي مَن دَعا اللهَ دُعاءً حَسَنًا لا يُرَدُّ، فإمَّا أنْ يَحصُلَ لهُ مُرادُه وإمَّا أنْ يُثابَ إن كانَ اللهُ لم يَشأ أن يَتحقَقَ مَطلُوبُه، رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أي إلى جِهَةِ كَرَامَتِهِ وبَرَكاتِه وهي السماءُ).