إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم (إنَّ مُحرِّمَ الحلالِ كمُستَحِلِّ الحَرام)، ففي هذا الحديث الأمرُ لأُمَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالاعتِدال، يجبُ على المسلم أنْ يكونَ قولُهُ مُعتَدِلًا في التَّحليلِ والتَّحريم فلا يجوزُ الشَّطَط لأنَّ الشَّطَطَ مِنَ الغُلوِّ الذي نهَى عنهُ اللهُ ورسولُه.
قالَ الله تعالى ﴿يا أهلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا في دينِكُم﴾، وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم (إيَّاكُم والغُلُوَّ، فإنَّ الغُلوَّ أهْلَكَ مَنْ كانَ قَبلَكُم).