إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
رَوَى البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَأْكُلُ الْمُسْلِمُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)، هَذَا مَعْنَاهُ أَنَّ الْمُؤْمِنَ فِي الأَغْلَبِ قَلِيْلُ الأَكْلِ بِالنِّسْبَةِ لِلْكَافِرِ، وَأَمَّا الكَافِرُ فَمِنْ شِدَّةِ حِرْصِهِ يَتَوَسَّعُ فِي الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ كَسَائِرِ مَا تَشْتَهِيْهِ نَفْسُهُ مِن حَلَالٍ وَحَرَامٍ.
فَيُفْهَمُ مِنَ الحَدِيْثِ أَنَّ الإِكْثَارَ مِنَ الأَكْلِ مَذْمُوْمٌ، وَيُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ الحَضُّ عَلَى التَّقْلِيْلِ مِنْ التَّنَعُّمِ وَلُزُوْمُ القَنَاعَةِ بِالقَلِيْلِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.