إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الوُضُوءُ إِنْ لَم يَكُنْ لِسَبَبٍ شَرْعِيٍّ مَا فِيهِ ثَوَابٌ
حَدِيثُ (الوُضُوءُ سِلَاحُ المُؤْمِنِ) لَيْسَ ثَابِتًا لَكِنْ يُعْمَلُ بِهِ، مَعْنَاهُ يَدْفَعُ عَنْهُ أَذَى الشَّيْطَانِ.
ونَقُولُ:
حُكِيَ عَن إحْدَى الطَّيِّبَاتِ الوَرِعَاتِ أنَّها مَا كَانَتْ تَمْكُثُ وَقْتًا مُسْتَيْقِظَةً علَى غَيْرِ وُضُوءٍ إنْ لَم َتُكْن حائِضًا.
مَرَّةً لَقِيَهَا شَخْصٌ تَعْرِفُهُ يَعْمَلُ بالسِّحْرِ والشَّعْوَذَةِ فَتَجَادَلَتْ مَعَهُ بِأَمْرٍ فَقَالَ لَهَا (أنْتِ سَتُكْسَرُ رِجْلُكِ ويُصِيْبُكِ كَذَا وكَذَا)، فَقَالَتْ لهُ (لا يُصِيْبُنِي هذَا بإذْنِ اللهِ، سِلاحِي وُضُوئِي) فَمَا مَرَّتْ أيَّامٌ وَإذا بِهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ تُغَطِّي بَنَاتَها الصِّغَارَ فِي أَسِرَّتِهم فإذَا بالسَّرِيرُ يَنْكَسِرُ ويَسْقَطَ علَى قَدَمِهَا، فَسَحَبَتْهَا.
قَالَتْ إحْدَى بَنَاتِهَا (رَأيْتُهَا تَمْشِي عَلَى الفَوْرِ مَا بِهَا بَأْسٌ بالمَرَّةِ، وهِيَ تَقُول نَامِي، نَامِي).