إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّم (عليكم بقيام اللّيل فإنه دٓأْبُ الصالحين قبلٓكُم وقُربٓةٌ إلى ربِّكم ومٓكْفٓرٓةٌ للسيئات وٓمٓنْهاةٌ عن الإثم) رواه الحاكم وقال إنه على شرط البخاري.
قوله (فإنه دأب الصالحين) أي عادتهم وشأنهم.
قوله (وهو قربة إلى ربِّكم) أي مما يُتقٓرّبُ به إلى الله تعالى.
قوله (ومٓكفٓرٓة للسيئات) أي أن قيام الليل تكفيرٌ للسيئات.
قوله (ومنهاة عن الإثم) ولفظ الترمذي (ومنهاة للإثم) أي ينهى عن ارتكاب الإثم، قال اللهُ تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) سورة العنكبوت الآية 45.
وروى الترمذي عن عليِّ قال قال النبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ (إنّ في الجنّة غُرٓفًا تُرى ظُهورُها من بُطونِها وبطونُها من ظهورها)، فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسولَ اللهِ؟ قال صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ (لمن أطابٓ الكلامٓ وأطعٓمٓ الطعامٓ وأدام الصيامٓ وصلى بالليل والناسُ نيام).