إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ المؤمنَ ليُدرك بحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود.
 
قد يبلغ الرجل المؤمن بحُسن خلقه درجة القائم الصائم أي درجة المؤمن الذي لا يترك القيام في جوف الليل للعبادة ولا يترك صيام النفل.
وعلى المؤمن الذي يبغي الرُقي في الكمال والدرجات العالية عند الله تعالى أن يكون حسنَ الخُلُق مع الناس، يصبر على أذاهم مع بذله الإحسان والمعروف إليهم ويكف أذاه عن الناس، فحُسْن الخلُق فيه مخالفة شديدة للنفس والهوى.