إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (الـمؤذّنونَ أَطْولُ النّاسِ أَعْناقًا يومَ القِيامَة) رواه أحمد ومسلـم وابنُ ماجه وابنُ حِبّان، معناه أكثرُ النّاسِ فرَحًا لأنّ الفَرحَانَ يـمُدُّ عُنُقَه والـمحزُونَ يخفِض عُنُقَه، قال النووي في شرحه على هذا الحديث (لكثرة ما يرونه من الثواب).
وقَالَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَذَّنَ سَبْعَ سِنِينَ مُحْتَسِبًا كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ) رواه الترمذي وابن ماجه، محتسبًا أي طالبًا للثواب من الله تعالى لا الأجرة.
وورد بأن المؤذن المحتسب من الذين لا يأكل التراب أجسادهم في قبورهم كما ذكر ذلك الحافظ النووي والحافظ السيوطي وغيرهم، فالمؤذنون لهم ميزة وفضيلة ولا يجوز الاستهزاء بهم أو الاستهزاء بالأذان فهو من شعائر الإسلام.