إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
ورد في الحديث (إنّ الله لا يَعذِر مَن بلَغَ السّتّين).
قال في تحفة الأحوذي:
هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد والبخاري في باب مَن بلَغ ستّينَ سنةً فقَد أعْذَر اللهُ إليه في العمُر من كتاب الرقاق ومسلـم في باب كراهة الحرص على الدنيا من كتاب الزكاة والنسائي في الرقاق.
قال العَيْنيّ في عُمدَة القاري:
أي هذا بابٌ في بيان حالِ مَن بلَغ ستّين سنةً منَ العمُر قوله (فقَد أَعْذَر اللهُ إلَيه) أي أزالَ اللهُ عُذْرَه فلا يَنبَغي له حِينَئذ إلا الاستِغفار والطّاعة والإقبال على الآخرة بالكلية ولا يكون له عند ذلك حجة، فالهمزة في أعذر للسلب وحاصل الـمعنى أقام الله عذره في تطويل عمره وتـمكينه من الطاعة مدة مديدة.