إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

في حديث الفتن روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه ذكر (من أشراط السّاعة أن تنطق الرُّويبضة في أمر العامّة) قيل وما الرّويبضة يا رسول الله؟ قال (الرجل التافه الحقير ينطق في أمر العامّة) رواه الحاكم في المستدرك.
 
قال أبو عبيد ومـمـّا يثبت حديث الرُّويبضة الحديث الآخر (مِن أشراط السّاعة أن يُرى رعاء الشاء رؤوسَ النّاس).
قال أبو منصور الرُّويبضة تصغير رابضة وهو الّذي يرعى الغنم، وقيل هو العاجز الّذي ربض عن معالي الأمور وقعَد عن طلبها، وزيادة الـهاء للمبالغة في وصفه.
 
لسان العرب لابن منظور، كلمة ربض.
 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ)، قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ (الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ).