إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

بيان ما يوصف به الله تعالى من فعلٍ لا يصدر عنه اسم
 
قالَ اللهُ تعالى (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) (21 سورة الإنسان)، ولا يُقال له ساقٍ.
وقالَ تعالى (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (15 سورة البقرة)، ولا يُقال له مستهزِئ.
وقالَ تعالى (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (79 سورة التوبة)، ولا يُقال ساخر.
وقالَ تعالى (وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) (6 سورة الفتح)، ولا يُقال غضبان.
وقالَ تعالى (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) (56 سورة الأحزاب)، ولا يُقال مُصَلٍّ.
وقالَ تعالى (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) (17 سورة المُدَّثِّر)، ولا يُقال أنّه مرهق.
وفي هذا دليلٌ على أنَّ مَأخذ أسمائه التوقيف دون القياس.
129 من أصول الدين للإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميميّ البغداديّ المُتوفّى 429 هجرية رحمه اللهُ تعالى.