إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

اعلموا أنَّ عِلمَ الحديثِ الشَّريف يؤخَذُ منَ العُلَماءِ الثِّقاتِ ولا يجوزُ التفسيرُ بحَسَبِ الهوى، وَالمُسلِم لا يَرضى بالظُلمِ ولا يُساعِد الظالِم ليَزيدَ ظلمه ولا يُشَجِّعُهُ على الظُّلم، فمعنى قولِ رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم (انْصُر أخَاكَ ظَالِمًا أَو مَظْلُوْمًا) رواه أحمد وابن حبان والطبراني، معناه إن كانَ ظالِمًا انهَهُ عن ظُلمِه فذلك نَصْرُهُ لأنّكَ أَنقَذتَه وإن كانَ مَظلُومًا فساعِدْه بدَفع الظّلمِ عنه وهذا الحديثُ صَحيح.
 
وفي الحديث نفسِه تفسيرُه قيلَ يا رسولَ الله إن كانَ ظالماً فكيفَ نَصرُه قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام (تَنْهَاهُ عن ظُلمِه) رواه البخاري والطبراني والبيهقي.