إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
حَدِيثُ البُخارِيّ (تَعِسَ عَبْدُ الدِينَارِ وعَبْدُ الدِّرْهَم وعَبْدُ الخَمِيْصَةِ).
معناه الذي يَعْصِي اللهَ مِن أجل هذه الأمورِ مِن شِدَّة تَعَلُّقِه بِها، إذا قِيلَ فُلانٌ عَبْدُ كذَا مَعناه مُتَعَلِّقُ القَلْبِ به ليسَ أكثَر، فَرْقٌ بينَ عَبَدَ كذا وبَيْنَ فُلانٌ عَبْدُ كذا، بَعْضُ الناسِ سُمُّوا عَبْدَ خَيْرٍ وبَعْضُ النَاسِ سُمُّوا عَبْدَ شَرٍّ، إذا قيل فلانٌ يَعْبُد كذا مَعْنَاه تَذلَّلَ له نِهايةَ التَذَلُّل ليسَ كمَا إذا قِيلَ فُلانٌ عَبْدُ كذا.