إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

الثابت عن الإمام مالك ثلاث روايات منها (بلا كيف)
 
الإمام مالك ينفي الكيف عن الله، لا يوجد رواية صحيحة مسندة عن الإمام مالك فيها لفظ (والكيف مجهول) في تفسير آية الاستواء، الثابت عن إمام الأئمة مالك رضي الله عنه ثلاث عبارات، واحدة رواها الترمذي (بلا كيف) والأخريان رواهما البيهقي وذكرهما ابن حجر في شرح البخاري إحداهما (وكيف عنه مرفوع) والأخرى (والكيف غير معقول) وكل هذه الروايات الصحيحة الثابتة تنفي عن الله الكيفية.
 
فمن قال (والكيف مجهول) إن أراد أن الله له كيفية وشكل وصورة لا نعرفها فهذا لم يعرف الله ولا هو عبد الله رب العالمين، أما إن كان يفهم أن الاستواء لا أعرف تفسيره وأتوقف عن تفسيره لا أعرف حقيقته، فهنا نقول له توقف عن نقل هذه العبارة فإنه لا سند لك فيها إلى مالك رضي الله عنه والإسناد من الدين كما قال العلماء ولا يكفي أنك رأيتها في كتاب ما فإن كثيرا من الكتب دخلها التحريف واسمع النصيحة رحمني الله وإياكم وسائر الأحباب.
 
والكيف كل ما كان من صفات المخلوقين كالشكل والهيئة والصورة والكون فى جهة أو مكان، وقد جَاءَ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَشْفَى الْبَيَانِ حِين قِيلَ لَهُ (أَيْن الله، فَقَالَ إِنَّ الَّذِي أَيَّنَ الأَيْنَ لَا يُقَالُ لَهُ أَيْن، فَقيل لَهُ كَيفَ اللهُ، فَقَالَ إِنَّ الَّذِي كَيَّفَ الكَيْفَ لَا يُقَال لَهُ كَيْفَ). انتهى
 
وقال القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي أحد أكابر المالكية وهو من أصحاب الوجوه المتوفى سنة 422 هجرية في شرحه على عقيدة مالك الصغير ص 28 ما نصه (ولا يجوز أن يثبت له كيفية لأن الشرع لم يرد بذلك ولا أخبر النبي عليه السلام فيه بشْيء ولا سألته الصحابة عنه ولأن ذلك إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الاماكن وذلك يؤول إلى التجسيم وإلى قدم الأجسام وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام). انتهى