إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المنزه عن الأنداد والأركان والآلات والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحابته الكرام أجمعين، أمّا بعد، يقول الإمام الشيخ ابن أبي جمرة الأندلسي في كتابه بهجة النفوس وتحليها بمعرفة مالها وما عليها شرح مختصر البخاري في شرح الحديث الثالث صفحة 35 من الجزء الأول بعد ذكره للمبتدعة وذكر القدرية والجبرية (ومنهم المجسمة لأنهم يقولون بالجسم والحلول ومعتقد هذا لايصح منه الايمان بعموم اللفظ المذكور في الحديث لأنّه لا يصح الإيمان بمقتضى لفظ الحديث حتى يصح الإيمان به عز وجل بمقتضى ما أخبر به عن نفسه حيث يقول (ليس كمثله شئ) وشئ يطلق على القليل والكثير وعلى كل الأشياء فمن خصص هذا العموم وهو قوله (ليس كمثله شئ) لم يصح منه الإيمان بعموم لفظ الحديث وإن ادعاه لأنّ من لا يعرف معبوده كيف يصح له الايمان به وذلك محال). إنتهى
 
عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي أبو محمد من العلماء بالحديث مالكي أصله من الأندلس ووفاته بمصر، من كتبه جمع النهاية اختصر به صحيح البخاري ويعرف بمختصر ابن أَبي جَمْرة وبهجة النفوس في شرح جمع النهاية والمرائي الحسان في الحديث والرؤيا توفي سنة 699 هـ.