إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
فهذه أبيات في بيان العقيدة التي كان عليها الرسول وأصحابه ومن تبعهم بإحسان من” كتاب العقيدة الصلاحية” وهو من تصنيف الفقيه محمد بن هبة البرمكي وقد نظمه برسم السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمهما الله تعالى، وأمر السلطان بتعليمه حتى للصبيان في الكتاتيب:
فهذه قواعدُ العقائدِ ذكرتُ منها مُعْظَمَ المقاصدِ
جمعتُها للملكِ الأمينِ الناصر الغازي صلاح الدينِ
عزيزِ مصرَ قيصرِ الشامِ ومنْ ملَّكهُ اللهُ الحجازَ واليَمنْ
فصل
وصانعُ العالَمِ فردٌ واحدُ ليس له في خلقِهِ مساعدُ
جلَّ عن الشريكِ والأولادِ وعزَّ عن نقيصَةِ الأندادِ
فصل
وهْوَ قديمٌ ما لهُ ابتداءُ ودائمٌ ليس له انتهاءُ
لأنَّ كلَّ ما استقرَّ قِدَمُهْ فيستحيلُ في العقولِ عَدَمُه
فصل
وصانعُ العلمِ لا يحويهِ قُطرٌ تعالى اللهُ عن تشبيهِ
قد كانَ موجودا ولا مكانا وحُكمُهُ الآنَ على ما كانَا
سبحانَهُ جلَّ عن المكانِ وعزَّ عن تغيُّرِ الزمانِ
فقدْ غلا وزادَ في الغلوِّ من خصَّهُ بجهةِ العلوِّ
وحصرَ الصانعَ في السماءِ مبدعَها والعرشِ فوقَ الماءِ
وأثبتوا لذاتِهِ التحيُّزا قد ضلُّ ذو التشبيهِ فيما جوَّزا
فصل
وصانع العالم ذو كلام أوصل معناه إلى الأفهام
وقل لمن قد كيف الكلاما بالحرف والصوت معا سلاما
فيا أولي التشبيه والتجسيم الحاء في الرحمن قبل الميم