إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
رُوِيَ عن إمامٍ منَ السَلَف اسـمُهُ الإمام يحيى بنُ مُعاذ وهو إمام عالي الـمقام، من جُملَةِ كلامِهِ الطَيِب أنَّ مُلحِداً سألهُ: أخبِرني عن اللهِ ما هوَ ؟
فقالَ له: إلهٌ واحِد.
قالَ له: كيفَ هوَ ؟
فقالَ: مَلِكٌ قادِر ( الـمَلِك أي الـمالِك لِكُلِّ شيء الـخالِق لكلِ شيء القادِر على كُل شيء ).
قالَ له أينَ هوَ ؟ قال: بالـمِرصاد. ( قال اللهُ تعالى ” إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ” (سورة الفجر ) أي الذي يُحاسِبُ ويُعاقِبُ على الـمَعاصي ولا تَخفى عليهِ خافِية ) .
فقالَ لهُ الآخَر: ليسَ عن هذا سألتُكَ. ( لأنهُ لَم يتَوَقَع هذا الـجَواب الْمُتقَن ).
قال: ما أجَبتُكَ عنهُ فهو صِفَةُ الـخالِق وما تسأل عنهُ فهو صِفَةُ الـمَخلوقين.
ذكَرَ ذَلِكَ ابن الـجوزي رضي الله عنه في كِتابِهِ صِفَة الصَفوة الْجُزء الرابِع صحيفة ۹۱ ، روى هذا الكلام عن الإمام يـحيى بن معاذ