إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
من كتاب أصول الدين للإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميميّ البغداديّ المُتوفّى 429 هجرية، قال رحمه اللهُ تعالى: “بيان ما يوصف به الله تعالى من فعلٍ لا يصدر عنه اسم: قالَ اللهُ تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [21: سورة الإنسان] ولا يُقال له ساقٍ.
وقالَ: {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [15: سورة البقرة] ولا يُقال له مستهزِئ.
وقالَ تعالى: {سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ} [79: سورة التوبة] ولا يُقال ساخر.
وقالَ تعالى: {وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} [6: سورة الفتح] ولا يُقال غضبان.
وقالَ تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [56: سورة الأحزاب] ولا يُقال مُصَلٍّيا
وقالَ تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [17: سورة المُدَّثِّر] ولا يُقال إنه مرهق.
وفي هذا دليلٌ على أنَّ مَأخذ أسمائه (تعالى) التوقيف دون القياس”.ا.هـ. من كلام البغدادي رحمه الله وهو من أكابر الشافعية الأشاعرة من المتقدمين من الطبقة العليا.
فائدة في أنه لا يجوز اختراع اسم للنبيّ غير ما هو مأذون به في الشريعة بالإجماع، قال أهل العلم: “وقال الشبراملسيّ الشافعي: قوله (أي مؤلف المتن) فلا يجوز اختراع اسم أو وصف لله تعالى (أي إلا ما أذنت به الشريعة ولو من طريق الإجماع)، ومثله النبيّ عليه الصلاة والسلام (في ذلك)،
فلا يجوز لنا أن نسميه (أي النبيّ) باسم لم يسمّه به أبوه ولا سمّى به نفسه كذا نقل عن سيرة الشامي، ومراده بأبيه جدّه عبد المطلب لموت أبيه (يريد والد النبيّ عبد الله) قبل ولادته (هذا على قول لبعض أهل العلم).اﻫ. ونقله عنه الشروانيّ في حاشيته على التحفة وأقرّه. وقال في الفواكه الدواني من كتب المالكية:
لأن أسماءه تعالى وكذا صفاته (تعالى) توقيفية على المختار من الخلاف (في ذلك)، بخلاف أسماء النبيّ عليه الصلاة والسلام، فإنها توقيفية اتفاقاً” أي لا خلاف في ذلك ألبتة، والمعنى كما تقدّم أنه لا يجوز اختراع اسم للنبي لم يأذن به الشرع. أرجو الدعاء
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: لا يجوز على الله التغيّر في ذاته ولا التبدّل في صفاته. أرجو الدعاء.