إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال الإمام الجنيد رضي الله عنه (توفي سنة 298 هجرية) :
“أشرف كلمة في التوحيد قول الصدّيق: الحمد لله الذي لم يجعل للخلق سبيلا الى معرفته إلاّ بالعجز عن معرفته”.
(7/267) من نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب لأحمد بن محمد التلمساني المتوفى سنة 1041 هجرية.
ومعناه أن العبد لا يستطيع يحيط معرفة بذاته تعالى فمن رضي بهذا واعتقد أن الله موجود لا يشبه الموجودات موجود بلا مكان ولا جهة والله ليس حجما كثيفا كالإنسان والنبات والحجر وليس جسما لطيفا كالريح والروح والملك والجن ولا يوصف بأوصاف الخلق كالحركة والسكون والحرارة والبرودة والشكل والهيئة والصورة فهذا عرف الله، أما من لم يرض بهذا فشبه الله بخلقه ووصفه بالجلوس أو الاستقرار أو الحركة أو السكون أو وصف كلامه بأنه حرف أو صوت أو لغة فهذا مشبه لم يعرف الله وليس من المسلمين.