إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
يستحب أن يقول عند بلوغ الحرم: “اللهم هذا حَرَمُكَ وَأَمْنُكَ فحرّمْني على النارِ وَءامِنّي من عذابِكَ يَوْمَ تبعثُ عبادَكَ واجْعلني من أوليائِك وأَهلِ طاعتِكَ“. ويستحضرُ من الخشوعِ والخضوعِ في قلبه وجسدِه ما أَمكنه.
فإذا بلغ مكة اغتسل بذي طُوى والسنة أن يدخل مكة من “ثنية كَداء” بفتح الكاف وإذا خرج راجعًا إلى بلده خرج من “ثنية كُدَى” بضم الكاف.
وينبغي أن يتحفظ في دخوله من إيذاء الناس في الزحمة ويتلطف بمن يزاحمه، ويلحظ بقلبه جلالة البقعة التي هو فيها والتي هو متوجه إليها.
وينبغي لمن يأتي من غير الحرم أن لا يدخل مكة إلا محرمًا بحج أو عمرة، ويستحب إذا وقع بصره على البيت أن يرفع يديه فقد جاء أنه يستجاب دعاء المسلم عند رؤية الكعبة ويقول: “اللهُمَّ زِدْ هذا البيتَ تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً وزِدْ مَن شرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ ممن حَجَّه أو اعْتَمَرَه تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبِرًّا” ويضيف إليه: “اللهم أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ فحيِّنا رَبَّنَا بالسلام” ويدعو بما أحب من مهمّات الآخرة والدنيا، وأَهمها سؤال المغفرة، وينبغي أن يتجنب في وقوفه موضعًا يتأذى به المارّون أو غيرهم.
وينبغي أن يستحضر عند رؤية الكعبة ما أمكنه من الخشوع والتذلل والخضوع فهذه عادة الصالحين وعباد الله العارفين لأن رؤية البيت تذكرٌ وتشوقٌ إلى رب البيت.
[ويستحب] أن لا يعرج ساعة دخوله على استئجار بيت أو حط قماش وتغيير ثياب ولا شىء ءاخر قبل الطواف، ويقف بعضُ الرفقة عند متاعهم ورواحلهم حتى يطوفوا ثم يرجعوا إلى رواحلهم ومتاعهم واستئجار المنزل.
والدخول من باب بني شَيبة مستحب لكل قادم من أي جهة كان بلا خلاف، ويقدم رجله اليمنى في الدخول ويقول: “أعوذُ بالله العظيمِ وبوجهِهِ الكريمِ وسلطانِهِ القديمِ مِن الشيطانِ الرجيم بسمِ الله والحمدُ لله اللهمَّ صلّ على محمد وعلى ءال محمد وسلِّم، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتحْ لي أبوابَ رحمتك“، وإذا خرج قدَّم رجله اليسرى وقال هذا إلا أنه يقول: “افتح لي أبواب فضلك“، وهذا الذكر والدعاء مستحب في كل مسجد.