إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

عن أبِي هُريرةَ؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
“ألا أدُلكُم على مَا يَمحُو اللهُ به الخطايَا وَيَرْفَعُ بهِ الدَّرَجاتِ؟” قَالوا: بَلَى، يا رسُول اللهِ قَال: “إسباغُ الوضُوءِ عَلى المكَارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطَا إلى المسَاجِدِ، وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصَّلاةِ، فذلِكُم الرِبَاطُ“.
عَنْ حُمْرَانَ، مَوْلَى عثمانَ قالَ:
سَمِعتُ عُثمانَ بنَ عَفَانَ وَهُوَ بِفِناءِ المسْجدِ، فجاءَهُ المؤذِّنُ عنْدَ العصرِ، فدعَا بِوَضُوءٍ فتوضأَ، ثُمَّ قَال: واللهِ لأحدِّثُكُمْ حديثًا، لوْلا ءايةٌ في كتاب اللهِ ما حدَّثتكُم، إنِي سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: “لا يَتوضَّأُ رجُلٌ مُسلمٌ فَيُحْسِنُ الوضُوءَ، فيُصلي صلاةً، إلا غَفَرَ اللهُ له ما بينهُ وبينَ الصَّلاةِ التِي تلِيها“.
 
عَن حُمرَانَ؛ أنه قَال:
فلمَّا تَوَضَأَ عثمانُ قال: واللهِ لأحدِّثنَكم حَدِيْثًا، واللهِ لوْلا آيةٌ في كتابِ اللهِ ما حَدَّثتكُمُوهُ، إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: “لا يَتَوَضَأُ رَجُلٌ فَيُحسِنُ وضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِي الصَّلاةَ، إلا غُفِرَ لهُ ما بَينَه وبينَ الصَّلاةِ التِي تَلِيهَا“، قَالَ عُرْوَةُ: الآية:﴿إنَّ الذينَ يَكتُمُونَ ما أنزلنَا مِنَ البَيِّنَاتِ والهُدَى﴾، إلى قولِهِ: ﴿اللاَّعِنُونَ﴾[2/البقرة/ الآية-159].
 
عَنْ عمْرو بنِ سَعِيْدِ بْنِ العَاص قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ، فدعَا بطَهورٍ فَقَالَ: سَمِعتُ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: “ما مِنْ امرِئ مُسْلِمٍ تَحضرهُ صَلاَةٌ مكتوبةٌ، فَيُحْسِنُ وضُوءَها وخشوعَها وَرُكُوعَهَا، إلا كانت كفَّارةً لِما قبلَها من الذنوبِ، ما لَم يُؤتِ كبيرةً، وذلكَ الدَهرُ كلَهُ“.
 
عَنْ حُمرانَ مَوْلى عُثمانَ؛ قال:
أتيتُ عثمانَ بْنَ عفانَ بوَضوءٍ، فتوضَّأ ثُمَّ قالَ: إن ناسًا يتَحَدَثُونَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أحاديثَ، لا أدري ما هِيَ؟ ألا إنِي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم توضَّأ مثلَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ قالَ: “من توضَأ هكذا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبهِ، وكانت صَلاَتُه ومَشْيُهُ إلى المسْجدِ نافلةً“.
 
عن حُمْرَانَ قال:
كنتُ أضَعُ لعثمانَ طَهورهُ، فما أتى عليه يومٌ إلا وهو يُفيضُ عليْه نُطفةً، وقالَ عثمانُ: حدثَنا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عندَ انصرافنا مِنْ صلاتِنَا هذهِ (قال الراوي: أُرَاها العَصْرَ) فقالَ “ما أدري، أُحَدِثُكُمْ بشىءٍ أو أسْكُتُ؟” فقلنا: يا رسولَ اللهِ! إِن كان خَيْرًا فحدِّثنا، وإِن كَانَ غَيْرَ ذلك فاللهُ ورسولُهُ أعْلمُ، قال: “ما مِنْ مُسلمٍ يَتَطَهَّرُ، فَيُتِمُّ الطُهورَ الذي كَتَبَ اللهُ عَلَيهِ، فيُصلي هذه الصَلَوَاتِ الخمسَ، إلا كانت كفاراتٍ لِما بينها“.
 
عن جامع بن شداد قال:
سَمِعت حُمْرَانَ بنَ أبانَ يُحَدِّثُ أبا بردة في هذا المسجد في إمارة بشر؛ أن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أتَمَّ الوضوء كما أمره الله تعالَى، فالصلوات المكتوبات كفارات لِما بينهن“.
 
عن حُمْرَانَ مولى عثمان؛ قال:
توضأ عثمان بن عفان يومًا وضوءًا حسنًا، ثُمَّ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فأحسن الوضوء، ثُمَّ قال: “من توضأ هكذَا، ثُمَّ خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، غُفِرَ لَهُ ما خلا من ذنبه“.
 
عن حُمرَانَ مولى عثمان بن عفان، عن عثمان بن عفان؛ قال: سَمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثُمَّ مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفرَ اللهُ له ذنوبه“.
 
عن أبِي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لِمَا بينهن ما لَم تغش الكبائر“.
 
عن أبِي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لِما بينهن“.
 
عن أبِي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
“الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنب الكبائر“.
 
عن أبِي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا توضأ العبد المسلم ـ أو المؤمن ـ فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع ءاخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع ءاخر قطر الماء، حتَّى يَخرج نقيا من الذنوب“.
 
عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من توضأ، فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتَّى تَخرج من تَحت أظفاره“. 
 
المنتقى من صحيح مسلم
مِن كِتَابِ فَتحِ المُنعِمِ وإِكمَالِ المعلمِ بشرحِ صَحِيحِ مُسلِمٍ