
عتبة بن غزوان
عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب – الصحابي
من السابقين الأولين، يكنى أبا عبد الله هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية وشهد بدرا واستعمله سيدنا عمر على البصرة واليا فهو الذي بصرها واختطها، حيث سيره عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، إِلَى أرض البصرة، ليقاتل من بالأبلة من فارس، فَقَالَ لَهُ لما سيره: انطلق أنت ومن معك حتَّى تأتوا أقصى مملكة العرب وأدنى مملكة العجم، فسر عَلَى بركة اللَّه تَعَالى ويمنه، اتق اللَّه ما استطعت، واعلم أنك تأتي حومة العدو(مساكنهم وأماكن تجمعهم)، وأرجو أن يعينك اللَّه عليهم، وَقَدْ كتبت إِلَى العلاء بْن الحضرمي (الصحابي) أن يمدك بعرفجة بْن هرثمة، وهو ذو مجاهدة للعدو وذو مكايدة فشاوره، وادع إِلَى اللَّه، فمن أجابك فاقبل مِنْهُ، ومن أبى فالجزية عَنْ يد مذلة وصغار، وَإِلا فالسيف فِي غير هوادة (أي بالشدة والإصرار دون تراخٍ أو تساهل)، واستنفر من مررت بِهِ من العرب، وحثهم عَلَى الجهاد، وكابد العدو(واجهه بكل قوة وشدة)، واتق اللَّه ربك.
فسار عتبة وافتتح الأبلة (مدينة تاريخية معروفة في البصرة)، واختط البصرة، وهو أول من مصرها وعمرها، وأمر محجن بْن الأدرع (صحابي)، فخط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب، ثُمَّ خرج حاجًا، وخلف مجاشع بْن مَسْعُود (صحابي)، وأمره أن يسير إِلَى الفرات، وأمر المغيرة بْن شُعْبَة أن يصلي بالناس، فلما وصل عتبة إِلَى عُمَر استعفاه عَنْ ولاية البصرة، فأبى أن يعفيه، فَقَالَ: اللهم لا تردني إليها، فسقط عَنْ راحلته فمات سنة سبع عشرة، وهو منصرف من مكَّة إِلَى البصرة، بموضع يُقال لَهُ: معدن بني سليم، قَالَه ابْنُ سعد.. له حديث في صحيح مسلم.
عن خالد بن عمير قال خطب عتبة بن عزوان فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا قد آذَنَتْ بصُرْمٍ (أشارت الدنيا واقتربت من نهايتها) وولَّتْ حذَّاءَ (قد أدبرت سريعًا) وإنَّما بقي منها صُبابةٌ كصُبابةِ الإناءِ (لم يتبقَّ من الدنيا إلا القليل جدًا) صبَّها أحَدُكم وإنَّكم مُنتَقِلونَ منها إلى دارٍ لا زوالَ لها فانتَقِلوا ما بحضرتِكم ـ يُريدُ مِن الخيرِ ـ فلقد بلَغني أنَّ الحجَرَ يُلقى مِن شَفيرِ جهنَّمَ فما يبلُغُ لها قَعْرًا سبعينَ عامًا.. ومن أقواله: وأعوذُ باللهِ مِن أنْ أكونَ عظيمًا في نفسي صغيرًا عندَ اللهِ.