إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
لصاحب العقل السليم
أليسَ الله خلق السماء؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق العرش؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق الجهات الست والتي هي (فوق، تحت، يمين، شمال، أمام، خلف)؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق الكرسيّ؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق المكان؟
الجواب: بلى،
العقل السليم يقول الله كان موجودًا قبل وُجود هذه المخلوقات بلا جهة وبلا عرش وبلا كُرسيّ وبلا مكان و بلا سماء وهذا ليس نفيًا لوجود الله، العقل السليم يقول كما صح وجود الله قبل خلق المكان بلا مكان فهو بعد خلق المكان مازال لا يحويه مكان والله لا يتغيّر من حالٍ إلى حال، فلا زال تعالى كما كان، موجودٌ بلا جهة وبلا مكان وبلا عرش وبلا كرسيّ وبلا سماء وبلا جهة، والله لا يحتاجُ لشىءٍ من خلقه.
والدليل من القرءان على أن الله لا يحتاج إلى المكان، قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) سورة الشورى، وقوله تعالى (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) سورة الإخلاص، ومن الحديث قول النبيِّ عليه الصلاة والسلام (كان الله ولم يكن شىء غيره) رواه البخاري رحمه الله.
ومن أقوال العلماء، قال الشافعي رحمه الله تعالى ما نصُّه (إنَّه تعالى كانَ ولا مَكَان، فخَلَقَ المكانَ، وهو على صفةِ الأزليةِ كما كانَ قبلَ خَلْقِه المكان، لا يجوزُ عليهِ التغيّرُ في ذاتِه ولا التبديلُ في صفاتِه) نقله عنه الزبيديّ في كتاب إتحافِ السادةِ المتقين.
وقال العلماء من شبه الله بخلقه وجعل له مكانًا أو جهة أو شكل أو هيئة أو صورة أو كيفية أو وصفه بالجلوس والحركة والسكون والانتقال فقد كفر ويجب عليه التشهد للرجوع إلى الإسلام بقول [أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ان محمدًا رسول الله].
تنبيه:
انتشر عند البعض في هذا الزمان ومن أبناء المسلمين ما هو خلاف عقيدة المسلمين، أرجوكم نشر هذه الدروس لغيركم، ارسلها لينتفع بها أيضا غيرك.
وفقكم الله تعالى.