إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

فصل في ذكر نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم
 
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرّة بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النّضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، أبو القاسم سيد ولد ءادم صلى الله عليه وسلم كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
 
وجده الأعلى عدنان من سلالة إسماعيل نبي الله وهو الذبيح على الصحيح، ابن نبي الله إبراهيم خليل الرحمن صلى الله على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه الأنبياء والمرسلين.
 
فهو صلى الله عليه وسلم صاحب هذا النسب الشريف نخبة بني هاشم وعظيمُها، روى الإمام مسلم [1] وغيره عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
 
وروى الترمذي [2] بإسناده عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح، فهو صلى الله عليه وسلم خيار من خيار كما دلت عليه النقول والآثار.
 
[1] – أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وابن حبان في صحيحه، انظر الإحسان (8 – 81).
[2] – أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب فضل النبي صلى الله عليه وسلم.