إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قصة موتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ وآلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
لقد كانت غزوة خيْبر في الشهر المُحرم من السنة السابعة للهجرة وبعد خيْبر سُمّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الشاة، والتي وضعت له السم في الشاة اليهودية زينب بنت الحارث كان رسول الله مرة عندها في خيبر، قدّمت له ولبعض أصحابه شاة مسمومة وضعت فيه سُمّ ساعة، فلمّا أكل الرسول منها لقمة واحدة أخبرته ذراع الشاة، قالت له أنا مسمومة، فمات الصحابي فورا، أما الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمتْ منه فورا بل ظلّ يسري السّم في جوفه ببطء حتي وصل إلى الأبهر، أي عِرْق القلب.
الله تعالى أظهر له في ذلك معجزة حيث أنّ هذا السّمّ لم يقتله لساعته كما قتل صاحبه لساعته.
الله خفف عنه تأثيره، ظلّ هذا السّم يسري في جسده ببطء مدّة ثلاث سنوات ولم يزلْ رسولُ الله يجد ألم هذا السّم من وقت إلى وقت حتى شعر عند اقتراب أجله بأنه وصل إلى عِرْق القلب فأظهرَ الله له بهذا السّم معجزة حيث إنه لم يقتله لساعته وإنما بعد ثلاث سنوات ثمّ لمّا كان ءاخر الأمر منهُ أنّ عِرْق قلبه انقطع من أثرِ هذا السّم نال الشهادة.
قال صاحب العجالة السنية في الصحيفة 348 من كتابه ما نصه (وتوُفّيَ رسولُ الله شهيدا يوم الاثنين من ربيع الأول). انتهى
وتوُفّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ضحَى الاثنين لاثنتيْ عشرَة خَلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عَشرَة من الهجرة وغسَلهُ عمّه وابناه قثمُ والفضل وابن عمّه عليّ بن أبي طالب وشقران مولى رسول الله وأسامة بن زيد بن حارثة وكفّن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عِمامة، وصلّى عليه المسلمون أفذاذ لا يؤمّهم أحد، ودخل قبره عمّه العباس وابناه قثمُ والفضل وابن عمّه عليّ بن ابي طالب وشقران مولى رسول الله، فلمّا كان عند غسْله أرادوا نزع قميصه فسمعوا صوتا يقول لا تنزعوا القميص فغسّلَ وهو عليه ثم حفروا له تحت فراشه ودفنوه.
اللهم أرنا وجهه الشريف، آمين.
والله أعلم وأحكم.