إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ و آلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ و الصالحينَ.
 
قال الله تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ)، الله يخبرنا في القرءان الكريم بأنه هو الذي يخلق، يقلب القلب والأبصار، معناه أن الله هو الذي يخلق اللمحة والطرفة إن فتح الإنسان عينه أراد الإنسان أن ينظر إلى شىء ففتح عينه فالله تعالى هو خلق هذا الفتح هذه اللمحة هو خلقها وإذا أراد أن يطرِف فطرف عينه كذلك الله هو الذي يخلق هذه الطرفة العبد لا يخلق شيئًا من حركاته وسكناته لا يخلق شيئًا بل الله تعالى خالق كل شىء.
 
ومن عقائد أهل السنة ان الله تعالى يُرى، يراه المؤمنون في الآخرة لما يستقرون في الجنة يرونه، يرونه وهو ليس متحيزًا في المكان ولا في الجهة، يُرى من غير أن يكون في مكان من غير أن يكون في جهة.
قال الإمام أبو حنيفة (ولقاء الله تعالى في الجنة بلا كيف ولا جهة ولا تشبيه حق) أي لا بد أن يرى المؤمنون لما يستقرون في الجنة ربهم من غير أن يكون في الجهة، من غير أن يكون في هذه الجهة أو في هذه الجهة أو في هذه الجهة أو في هذه أو في هذه من غير أن يكون في جهة يُرى، هو لا يكون في جهة.
 
الله تعالى يعطينا يعطي المؤمنين القدرة على أن يروه بأعينهم من غير أن يكون هو في جهة من الجهات ومن غير أن يكون في مكان لأنه لا يشبه شيئًا ثم لما يرونه يعلمون أنه هو الله لأنهم رأوه لا في مكان ولا في جهة وما سوى الله تعالى لا بد أن يُرى في جهة من الجهات فيعلمون أنه هو الله الذي خلقهم، هذه من جملة عقائد أهل السنة التي كان عليها الصحابة لم يختلفوا فيها، الصحابة ما كان بينهم اختلاف في العقيدة وإن اختلفوا في بعض المسائل الأحكامية، كمسألة الجد والاخوة اختلفوا إذا مات انسان وترك جده واخوته هذه المسألة ما حصلت أيام الرسول، الرسول ما حكم فيها ولا ذكرت في القرءان الصحابة احتاجوا كيف يتصرفون في هذا المال الذي تركه شخص ليس له إلا جد واخوة، فسيدنا أبو بكر رضي الله عنه اجتهد فقال الجد بمعنى الأب فهو لما يموت الأخوة لا يرثون، وسيدنا علي اجتهد فقال الجد ليس في حكم الأب على التمام بل يختلف عن الأب لا يحرم الأخوة من الإرث بل يشتركون هو والأخوة يشتركون، هو يرث من هذا المال الذي تركه حفيده واخوته يرثون، مثل هذا حصل بين الصحابة اختلاف في الاجتهاد هذا ما فيه ضرر، الضرر في الاختلاف في العقيدة.
 
والحمد لله الصحابة لم يختلفوا في العقيدة ثم جمهور الأمة بعد ذلك على عقيدتهم لم ينحرفوا عن عقيدتهم، ثم كان الصحابة والتابعون لا ينكرون ولا يحرمون زيارة قبور الأنبياء والأولياء لطلب البركة من الله، ما حرم أحد منهم ما حرم أحد من الصحابة ولا من تبعهم زيارة قبور الأنبياء والأولياء للتبرك، أي لطلب البركة من الله تعالى بزيارة قبورهم هذه ما حرمها أحد.
 
كذلك ما حرم أحد منهم ان يقول الرجل المسلم يا رسول الله أو يا علي أو يا أبا بكر أو يا عبد القادر الجيلاني أو يا أحمد الرفاعي ما حرم أحد منهم هذا فيجب علينا أن نثبت على هذا ولا نتزحزح وأما هؤلاء الذين يقولون ان الله تعالى قاعد على العرش هؤلاء عقيدتهم فاسدة لا يجوز متابعتهم، كذلك هؤلاء يقولون إذا واحد قال يا رسول الله أشرك كفر بالله لأنه عبد الرسول على زعمهم على زعمهم عبد الرسول هذا الذي قال يا رسول الله وهذا غلط قبيح من هؤلاء.
 
حصل من الصحابة نداء الرسول، بيا محمد، عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي شهد له الرسول بالخير، أصابه في رجله خدر تشنج في رجله فقال له بعض الناس اذكر أحب الناس إليك، فقال عبد الله بن عمر يا محمد، فكأنما نشط من عقال، فورًا صحت رجله في الحال وكذلك من بعد ذلك المسلمون فيما بينهم لا ينكرون إذا انسان فيهم قال يا رسول الله لو قال يا رسول الله المدد يا رسول الله أغثني لا يحرمون ولا يكفّرون.
 
رحم الله من كتبه ومن نشره.