إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لقَدْ أُوذِيتُ في اللهِ ومَا يؤذَى أَحَدٌ وأُخِفْتُ في اللهِ ومَا يُخَافُ أحَدٌ ولقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاثُونَ مِن بَينِ يَومٍ ولَيلَةٍ ومَا لِيْ ولِبِلالٍ طَعَامٌ يَأكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إلا شَىءٌ يُوارِيْهِ إبْطُ بِلالٍ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان.
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وما يُخَافُ أَحَدٌ) أي في إظْهَارِ دِينِه وإعْلاءِ كَلِمَتِه.
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أُخِفْتُ في اللهِ ومَا يُخَافُ أحَدٌ) أي هُدّدتُ وتُوُعّدتُ بالتّعذِيبِ والقَتْل بسَبَبِ إظْهَارِ الدُّعَاءِ إلى اللهِ تَعالى وإظْهَارِ دِينِ الإسلام، أي خُوِّفتُ في اللهِ وَحْدِي.
وأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ (كذا أخرجه في الشمائل) بِإِسْنَادِهِ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَىْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ) قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ حِينَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ وَمَعَهُ بِلَالٌ إِنَّمَا كَانَ مَعَ بِلَالٍ مِنَ الطَّعَامِ مَا يَحْمِلُهُ تَحْتَ إِبْطِهِ. اهـ
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ كَذَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ، قَالَ الْمُنَاوِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.