إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

مَذْكُورٌ فِي بَعْضِ الكُتُبِ الفِقْهِيَّةِ أنَّهُ يُكْرَهُ تَكْرَارُ العُمْرَةِ فِي السَّنَةِ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ (ولكنه ليس قول الجمهور)
 
قال الإمام الكبير أبو الحسن اللخمي المالكي (المتوفى 478 هـ) (وقال مالك العمرة في السنة مرة ولو اعتمر لزمه، وقال مطرف في كتاب ابن حبيب لا بأس بالعمرة في السنة مرارا وقال محمد بن المواز أرجو أن لا يكون به بأس…..ثم قال رحمه الله ولا أرى أن يمنع أحد من أن يتقرب إلى الله بشيء من الطاعات ولا من الازدياد في الخير في موضع لم يأت بالمنع منه نص). انتهى من كتاب التبصرة
 
وَقَالَ الشّيخ خَلِيل ضِيَاءُ الدِّيْنِ الجُنْدِيُّ فِي التّوضِيحِ عند قول ابن الحاجب (وفي كراهة تكرار العمرة في السنة الواحدة قولان) (المشهور الكراهة وهو مذهب المدونة والشاذ لمطرف إجازة تكرارها ونحوه لابن المواز لأنه قال وأرجو أن لا يكون بالعمرة مرتين في سنة بأس وقد اعتمرت عائشة مرتين في عام واحد وفعله ابن عمر وابن المنكدر). انتهى
 
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِهِ عَلَى مُسْلِمٍ (وَلَا يُكْرَهُ تَكْرَارُ الْعُمْرَةِ فِي السَّنَةِ بَلْ يُسْتَحَبُّ عِنْدَنَا وَعِنْدَ الْجُمْهُورِ، وَكَرِهَ تَكْرَارَهَا فِي السَّنَةِ ابْنُ سِيرِينَ وَمَالِكٌ).
 
وفي المجموع للنووي الشافعي 7-116 (فرع) في مذاهبهم في تكرار العمرة في السنة مذهبنا أنه لا يكره ذلك بل يستحب وبه قال أبو حنيفة وأحمد وجمهور العلماء من السلف والخلف وممن حكاه عن الجمهور الماوردي والسرخسي والعبدري وحكاه ابن المنذر عن علي بن أبي طالب وابن عمر وابن عباس وأنس وعائشة وعطاء وغيرهم رضي الله عنهم.